الكثير في القليل
أحيانًا، أفكر في قصر الحياة، فأشعر بالإرهاق من كثرة الاحتمالات والطرق التي يمكنني أن أقضيها بها. متوسط العمر المتوقع حوالي 60 عامًا، وقد عشت بالفعل 24 عامًا منها، أشعر وكأنني لم أنجز شيئًا يُذكر. البعض لديه خطة واضحة لحياته، هدف يسعى لتحقيقه، حلم يطارده منذ سنوات، لكنني لم أملك ذلك من قبل—على الأقل حتى الآن. فجأة، أجد نفسي أرغب في أن أكون الكثير من الأشياء: كاتبة، مطورة برمجيات، لاعبة شطرنج محترفة، رسامة، وأمًا. أريد أن أفعل الكثير: أسافر حول العالم، أتعرف على ثقافات جديدة، أتعلم لغات مختلفة، أحفظ القرآن، وأترك أثرًا ذا معنى. لكن بالطبع، لا يمكنني فعل كل ذلك—على الأقل ليس دفعة واحدة. كل شيء له وقته. التعلم يحتاج إلى وقت. إتقان المهارات يحتاج إلى وقت. بناء إرث حقيقي يحتاج إلى وقت. وكلما أردت أن أفعل أشياء كثيرة في وقت واحد، قلّ احتمال تحقيق أي منها، لأن التشتت يقتل التقدم، والتركيز هو المفتاح الوحيد لتحويل الأحلام إلى واقع. أدركت أنني بحاجة إلى تحديد أولوياتي. ما الشيء الذي أريده حقًا أن يبقى بعد رحيلي؟ أن يتذكرني الناس كشخص طيب وعطوف؟ أن أترك أثرًا ذا قيمة، مثل كتاب، أو مسجد، أو ...